.

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

لاسلمية وقت مواجهة الإجرام

.........
 
 
ثروت الخرباوي السبت ، 17 أغسطس 2013 ( 718 )  ليس هناك جديد في تاريخ الإخوان، فهم كما هم، لم يتغيروا، فقط كشفهم الزمن وكشف خبيئـتهم.  فيما مضى، وعندما كنت أتحدث عن الإخوان وخطورتهم وخطرهم على مصر وأمنها، لم يكن أحد يصدق. كان البعض يظنني أبالغ والبعض الآخر يظنني أدّعي عليهم ما ليس فيهم.  وكان بعض الذين يدّعون الحكمة من النخب السياسية ينظرون لي بشفقة وهم يقولون: خفف غلواءك فإنهم فصيل وطني لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وعلينا أن نضمهم للحركة السياسية الوطنية حتى يسهل علينا التعامل معهم. ولأنني كنت أعلم خرافة أنهم “فصيل وطني” إذ كنت أجلس ذات يوم في كهوفهم، وفيها عرفت ما تشيب لهوله الولدان، فإنني كنت أستمر في تحذيري، فقط مجموعة صغيرة من النخب أدركت هذه الخطورة مبكراً وأخذت على عاتقها أن تواجههم مهما كان الثمن. لم يتغير موقفي أبداً، منذ أن رأيت نواياهم وأفكارهم الحقيقية التي يخفونها، وكان فزعي الأكبر يوم سمعت ـ قبل تركي الجماعة بسنوات قليلة ـ أحد كبارهم وهو يقول في لقاء خاص مع بعض الإخوان: إن خير من أنجبت هذه الأمة هم من أطلق عليهم أعداؤهم اسم “الخوارج” هم لم يكونوا خوارج أبدا، إلا لأنهم خرجوا من الكفر ودخلوا للإسلام الحقيقي. “الخوارج” هم المسلمون الحقيقيون عبر تاريخ الأمة ونحن أحفادهم. كانت عبارات مفزعة لا شك، ولكنني اعتبرتها كلمة متطرفة من إخواني متطرف تحسب عليه هذه الكلمة ولا تحسب على الجماعة، ولكن بعد سنوات تأكدت من خلال الأحداث أن هذه هي جماعة الخوارج، أو هم أحفادهم، وهم أخطر ما تعرضت له مصر، هم الخطر الحقيقي على الأمن القومي ويكفي أنهم في أيامنا هذه يستخدمون الغرب، ليضربوا به مصر ويقضوا على جيشها، وما بين ماكين، وكيري، وبيرنز، وأشتون، تدور حركة مطار القاهرة في استقبال وفود الشر التي جاءت للنيل في مصر، والإخوان يقومون بتنفيذ خطط المخابرات الأمريكية عيانا بيانا دون خجل، جواسيس يفتخرون بجاسوسيتهم، ولا يسعون إلى إخفائها، ومع ذلك لا يزال هناك في مصر من يتحدث عن السلمية في مواجهتهم ! هؤلاء الذين يتحدثون عن السلمية في مواجهة الإخوان، كانوا يلتمسون لهم العذر عندما كانوا يستقوون بالغرب وهم في صفوف المعارضة، رغم أن ذلك لم يكن مقبولا بأىّ حال من الأحوال، إذ لا يُعذر من يستقوي على بلده بقوَى خارجية، ولكن هذا هو الذي كان يحدث. والباحث في تاريخ الإخوان، يعلم أنهم جلسوا قبل الثورة مع رجال المخابرات البريطانيـين، وأقاموا علاقات وثيقة معهم، كشفها وكشف أسرارها الصحفي الكبير الراحل محسن محمد، من خلال الوثائق التي أفرجت عنها الحكومة البريطانية. الاتصالات التي كانت تتم بين الإخوان والخارج منذ بداية إنشاء الجماعة وحتى الآن تدل على أن هذه الجماعة لم تعرف معنى الوطن وقيمته، وهذا ما حذرتُ منه أثناء انتخابات الرئاسة، إذ قلت -أكثر من مرة- أن جلوس الإخوان على كرسي الحكم هو تهديد مباشر للأمن القومي، إذ أن جماعة لها تنظيم دولي ممتد في أكثر من ثمانين دولة، ولها مكتب إرشادها الدولي، وهىَ في ذات الوقت تكره مصر وترغب في الانتقام منها، ستكون أسرار مصر القومية ومقدراتها الوطنية تحت أيديهم. وكان من علامات مؤامرتهم على أمن مصر واضحة من خلال كثير من التصرفات،  وقد ظهر هذا واضحا للعيان عندما فتحوا الأبواب لجماعات متطرفة في سيناء، حيث أطلق “مرسي” سراحهم من السجون ليتمركزوا هناك، ثم فتحوا أبواب مصر لحماس، ولم يرمش لهم جفن من قيام حماس، أو جهات محسوبة عليهم بقتل الجنود المصريين في رفح، ثم اختطاف مجموعة من الضباط المصريـين هم إلى الآن أسرى في غزة، ولم يدق قلب الإخوان فزعا من تهريب حماس، للأسلحة، أو تهريب الأسلحة الذي يتم على قدم وساق عبر الحدود مع ليبيا. وكيف يدق قلبهم؟ وهذه الأسلحة تذهب إليهم وتدار بمعرفتهم؟ وهم الآن يستخدمونها ضد بني وطنهم، وضد جيش مصر، وضد المدنيـين المسالمين  وبالرغم من هذا كله لا يزال بعض ممن لا أستطيع توصيف ضمائرهم وإفهامهم، يتحدثون عن وجوب فض اعتصامهم سلميا، وهذه أول مرة في التاريخ أرى أناساً يحرصون على حياة ثلة إرهابية إجرامية ترتكب الجرائم وتسفك الدماء ولا يحرصون في ذات الوقت على أرواح المصريـين المسالمين الآمنين، اللهم إلا إذا كانوا طابورا خامسا للعصابة الإجرامية. أما الحقيقة التي يتهرب منها أصحاب الأيادي المرتعشة، هي أن أىّ تلكأ في القضاء على “خوارج” العصر الإرهابيـين وفض تجمعهم الإجرامي هو أكبر خطر على أمن مصر، فلا سلمية وقت مواجهة الإجرام المسلح، وفيما بعد سيكشف التاريخ لنا ما كان مخفياً من قبل                          
.....

..............

0 التعليقات :

إرسال تعليق