.

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

عماد الدين أديب بهدووووووووء شاهد قواعد اللعبه

.........









وصل أمس إلى موسكو الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، فى زيارة بالغة الأهمية.



جزء كبير من جدول الأعمال غير المعلن حول هذه الزيارة يتعلق بسوريا ومصر.




إن موسكو اليوم لم تعد مجرد عاصمة كبرى، أو عاصمة إحدى الدول دائمة العضوية



 فى مجلس الأمن، لكنها أصبحت عاصمة روسيا الاتحادية التى استطاعت فى عهد بوتين أن 


تنافس واشنطن على مقعد رئاسة مجلس إدارة العالم.



وأثبتت موسكو مؤخراً فى 5 ملفات دولية أنها قادرة على تعطيل أى قرار أ


مريكى وتوجيه مساره نحو مصالحها:
ا

لملف الأول: الملف السورى الذى منعت فيه اتخاذ أى قرار دولى بالتدخل العسكرى 



فى سوريا ثم قامت بمبادرة دبلوماسية شديدة البراعة، خاصة بوضع الأسلحة الكيماوية 



السورية تحت المراقبة والتفتيش، مما وضع قرار الرئيس أوباما بتوجيه ضربة 


عسكرية لسوريا موضع حرج وأزمة.


الملف الثانى: التحذير الروسى من الرئيس بوتين حول أى إدانة أو عقوبات


 ضد مصر عقب ثورة 30 يونيو، وإبداؤه استعداد بلاده لتقديم أى مساعدات اقتصادية




 أو عسكرية فى حال محاولة الغرب فرض عقوبات على النظام الجديد فى مصر.
الملف الثالث: رفض موسكو قيام واشنطن بتوجيه




 أى ضربة عسكرية تجاه إيران.
الملف الرابع: التحذير الروسى من أى تصعيد أمريكى تجاه 




كوريا الشمالية عقب تجاربها النووية الأخيرة.




الملف الخامس: منح موسكو اللجوء السياسى للعميل الأمريكى سنودن مما يعد ضربة 



مادية ومعنوية للبيت الأبيض الذى كان يطارد سنودن حتى نهاية العالم.



لم تعد روسيا مجرد دولة كبرى، لكنها اليوم تقتسم مع 



الصين الشعبية المنافسة على مكانة الدولة الأعظم فى العالم.



والمتوقع أن يسعى الشيخ محمد بن زايد إلى محاولة «تطويع» الموقف



 الروسى نحو المزيد من المرونة فى الإبقاء على المصالح الروسية 




فى سوريا، ولكن فى ظل حكم آخر غير حكم بشار الأسد.




وسوف يعتمد منطق الشيخ محمد بن زايد على أن استمرار بشار فى الحكم 



هو خطر على المصالح الروسية وعلى أمن المنطقة وهو عنصر «مانع» و«معطل» 


لأى إمكانية لأى تسوية سياسية فى سوريا.
أما بالنسبة لمصر، فإننى أستطيع أن أذكر جازماً أن أبوظبى سوف تعطى ضمانات مؤكدة لموسكو


 بأن أى سلاح روسى متقدم لمصر سوف يتم سداد قيمته وضمان دفعاته المالية من دولة الإمارات.


وصل محمد بن زايد إلى موسكو فى وقت ارتفعت فيه سوق موسكو المالية بنسبة 8٪ 



وهو صعود قياسى وتاريخى واستطاعت فيه أكثر من 20 شركة هذا العام مضاعفة أرباحها.


إننا نشهد هذه الأيام صعود لاعب رئيسى جديد فى مركز صناعة القرار فى العالم،

 وبعدها بأعوام قليلة سوف تظهر الصين كلاعب سياسى رئيسى 

بعدما تكون قد استكلمت مشروعها الاقتصادى العملاق.


إنه عالم جديد بمعادلات جديدة يحتاج منا إلى استيعاب ذكى لقواعده

 حتى نستطيع أن نكون طرفاً مؤثراً فيه.
.....

..............

0 التعليقات :

إرسال تعليق