رسالة من منتقبة إلى الشهيد مينا دانيال: «يا ريتنى عرفتك من زمان»
لم تكن تعرفه قبل أحداث ماسبيرو، فلم تسمع يوما عن الشاب المسيحى الذى كان يُرفع على أعناق الثوار ليهتف بصوت مرتفع: «ارحل»، مطالبا هو وملايين المتظاهرين غيره برحيل نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فيديوهات كثيرة تابعتها داليا جمال، لشهيد أحداث ماسبيرو مينا دانيال، جعلتها ترتبط به ارتباطا وثيقا، تحمل صوره فى كل مظاهرة أو مسيرة تشارك فيها، تدعو له دوما بالرحمة وبنيل مرتبة الشهداء.
المرأة المنتقبة تشعر بأسى شديد كلما تذكرت أحداث ماسبيرو وضحاياها خاصة «دانيال» الذى لم تعرفه إلا ميتا، وكان أول معرفتها به أبيات الشعر التى كتبها له الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم: «دى ناس بتقول الله محبة، والمحبة دى شىء خطير، اقتل بطرس واقتل مينا، اللى اخواتهم ماتوا فى سينا، واللى ولادهم رقصوا فـى فرحك».
وتقول داليا: «من أول ما عرفت قضية مينا اللى عاش يطالب بيها ومات من أجلها وهى الدفاع عن الحق مهما كان الثمن وأنا متحمسة له وفخورة به وأحمل صوره فى كل مكان أذهب إليه».
كثير من التعليقات تتعرض لها «داليا» لكونها منتقبة تحمل صورة مسيحى، البعض يرفع لها علامة النصر كتحية، والبعض يرفع لها إشارة رابعة كنوع من السخرية من تصرفها وهى بين هذا وذاك لا تبالى إلا بصورة «دانيال»: «أفضل تعليق تلقيته على هذه الصورة هو (الصورة التى عجزت الكلمات عن وصفها والصورة التى صدمت الجميع)».
الرسالة التى أرادت «داليا» توصيلها هى أن «الإسلام يدافع عن أى مظلوم، أيا كان توجهه، كلنا مواطنين زى بعض أنا مؤمنة بالمواطنة ومش معنى إن مينا دانيال مختلف معى فى الديانة يبقى أسكت على ظلمه».
رغم مرور عامين على وفاة «دانيال» فإن «داليا» ما زالت تحس بمرارة الظلم الذى وقع عليه، خاصة أنه كان شابا صغيرا يحلم بعد الثورة أن يحصل على كافة حقوقه وهو ما دفعه للنزول والدفاع عن حقه: «سأظل أرفع صورة دانيال فى كل مكان».
الوطن
..............
0 التعليقات :
إرسال تعليق