كتبت- مروة مظلوم
«ناصر».. الكلمة السحرية التى زلزلت عرش الطغاة .. وأذابته بلهيبها الثورى الحر.. مفتاح سر التاريخ .. قطرة الماء العذب التى تروى روح الثورة فى دماء ابناء مصر .. تشعلها كلما أخدمها اليأس.. وتجدد دماءها المهدرة لتصرخ فى عروق الشباب .. ولعله السبب الذى دفع كل من حكم بعده إلى تشويه ذكراه وأختلاق الحواديت والاساطير.. ويأتى التاريخ ليدفع بعبارات تلقائية على لسان أعداءه تشيد بخصومته الشريفة وفروسيته النبيلة ..
فقال ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة «إن وفاة عبد الناصر كارثة عظيمة حلت بالوطن العربى لقد كان من ابرز زعماء الأمة العربية ومن أشرف زعمائها الخالدين» .
مناحم بيجن «أن وفاة عبد الناصر تعنى وفاة عدو مر أنه كان أخطر عدو لإسرائيل أن إسرائيل لهذا السبب لا تستطيع أن تشارك فى الحديث الذى يملأ العالم كله نحو عبد الناصر وقدرته وحكمته وزعامته» . شارل ديجول رئيس فرنسا الأسبق «أن جمال عبد الناصر قدم لبلاده وللعالم العربى بأسره خدمات لا نظير لها بذكائه الثاقب وقوة أرادته وشجاعته الفريدة. ذلك انه عبر مرحلة من التاريخ أقسى وأخطر من أى مرحلة أخرى .لم يتوقف عن النضال فى سبيل شرف واستقلال وعظمة وطنه العربى والعالم بأسره..
وبعد أكثر من 43 عاماً جاء رئيس مصر الإخوانى المعزول محمد مرسى ليذكرنا بتاريخ جماعته مع ناصر فيقول « الستينات وما أدراك ما الستينات
لقد طغى العداء بين ناصر والإخوان إلى الحد الذى أجمع عليه المؤرخون من وجود علاقة ارتباط لعبدالناصر بالجماعة فى مرحلة مبكرة من تاريخه السياسى.. ولكن أحداً منهم لم يقف طويلاً عند تلك المرحلة فى تاريخ العلاقة بين الطرفين ليكشف لنا أسرارها ويحل ألغازها ليساعدنا على الإجابة عن العديد من الأسئلة المهمة والخطيرة، مما ينعكس بآثاره على المرحلة الحالية فى تاريخنا السياسى.
فقال المستشار الدمرداش العقالى.. أنه لم يكن هناك مايسمى بتنظيم الضباط الأحرار وأن وصية كانت بترشيحه لتولى المسئوولية فى حركة الإخوان المسلمين بعد غيابه هو وعبدالرحمن السندى عقب حرب فلسطين إلا أن خلافاً نشب بينه وبين الضابطين الآخرين عبدالمنعم عبدالرؤوف وأبوالمكارم عبدالحى .. نتيجة لدعوته لهم بضم باقى الحركات السرية لتكوين جبهة تخلص مصر من الاستعمار .. وقد وافق أبوالمكارم عبدالحى على ما قاله عبدالناصر، أما عبدالمنعم عبدالرؤوف فقد رفض ذلك قائلاً إنه لا يمكن أن يضع يده إلا فى أيد «متوضئة»، وأنه أقسم يمين الولاء للعمل على المصحف، وأنه لا يمكن الوصول إلى الغاية النبيلة إلا بالوسيلة النبيلة.. وبالتالى فإنه لن يضع يده فى أيد الشيوعيين أو غيرهم ممن لا ينتمون إلى الإخوان المسلمين. حاول عبدالناصر جاهداً إقناع عبدالمنعم عبدالرؤوف بوجهة نظره ولكنه حين فشل فى ذلك قال له: «إذا اعتزلتنا فلا تكن ضدنا.. وإذا عملنا عملاً واحتجناك فيه فساعدنا. فوعده بذلك، وافترقوا على هذا الوعد والاتفاق.
وعلى إثر ذلك شرع عبدالناصر فى بناء تنظيم الضباط الأحرار، الذى كان يضم فى الواقع أكثر من تنظيم سرى، وأكثر من اتجاه سياسى وعقائدى، وكان ذلك فى عام 1949، وهو التاريخ الصحيح لبداية تنظيم الضباط الأحرار.
أما قبل هذا التاريخ فلم يكن هناك تنظيم اسمه الضباط الأحرار، بل كان عدد من التنظيمات السرية الصغيرة التى يجهل كل منها حقيقة الآخرين، وقد اندمجت جميعها فى تنظيم واحد، هو الذى عرف تاريخياً باسم تنظيم «الضباط الأحرار» وهو- كما نرى- اسم محايد يتسع لمختلف الاتجاهات والميول السياسية والعقائدية، ففيه الإخوانى وفيه الماركسى، وفيه الآخرون من غير المنتمين لأى من الاتجاهات السياسية المطروحة فى ذلك الوقت، وإن كان شغلهم الأول هو قضية الوطن...
الصدام الثانى كان بعد ثورة يوليو بعد لقاء المرشد العام حسن الهضيبى فى منزله بمنشية البكرى والذى طالب فيها ناصر بفرض الحجاب على نساء مصر وغلق دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغانى .. وتعميم الأناشيد الدينية والضرب بالدفوف كمراسم لإعلان الزواج .. وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء الجمهورية بوصفها «أصنام».. وكان رد ناصر على الطلبات المكتوبة ..بخط يده « لن نسمح بتحويل الشعب المصرى إلى شعب يعيش فى أدغال أفريقيا .. وأعقب قوله برد على الطريقة الإخوانية حادث المنشية الشهير ومحاولة إغتيال لم تتم كتب على أثرها كتاب مصر من أتفق أو إختلف منهم مع ناصر يندد ببشاعة التفكير الإخوانى .
..............
0 التعليقات :
إرسال تعليق